يعتبر التقرير الطبى للرئيس الأمريكى رونالد ريجان أكثر التقارير الطبية ثراء وإثارة للجدل، وهذا يرجع لثراء حياته نفسها بالتقلبات ما بين صعود وهبوط ثم نهاية مأساوية لرئيس أقوى دولة لا يتذكر حتى اسمه!!.

ولادة ريجان كانت متعسرة، حيث بلغ وزنه عشرة أرطال، عانى من قصر النظر الشديد، حيث كان يجلس فى الصف الأول فى الفصل وكان يخجل من لعب الكرة لأنه لا يراها!، أنقذه ضعف نظره من الاشتراك فى الحرب العالمية الثانية، أصابه التهاب رئوى شديد 1945 مما جعله يفقد 17 رطلاً من وزنه، وبعدها بأربع سنوات سقط من على الحصان وكسرت فخذه، كان ريجان مدخناً شرهاً ثم توقف عن التدخين بعد إصابة شقيقه بسرطان الحنجرة، فى عام 1966 أجرى جراحة إزالة حصوات بروستاتا وتابع بعدها مع طبيب مسالك فى سانتا مونيكا.

طول الرئيس ريجان ستة أقدام وبوصة، ووزنه سنة 1980 بلغ 190 رطلاً، فصيلة دمه O موجب، فى 30 مارس 1981 أطلقت عليه رصاصة استقرت فى رئته اليسرى مما أصابها بالانكماش، كان يعانى من ضعف سمع بسبب الرصاص أيضاً، صوت الانفجار المدوى أثناء تصويره فى شبابه لفيلم ويسترن أصابه بصمم متوسط اضطره بعد ذلك لاستعمال سماعة 1983، تم فحص ريجان بالمنظار الشرجى 1984 فاكتشف الأطباء زوائد حميدة من الممكن أن تنقلب سرطاناً، وبعدها بعام اكتشفوا زوائد أخرى من خلال تحليل الدم المختفى فى البراز وأزيلت الزوائد بالجراحة، وبرغم ذلك فى 1985 اكتشف سرطان القولون وتم استئصال الجانب الأيمن من القولون فى جراحة استغرقت ساعتين و53 دقيقة.

هاجمت ريجان قرحة قارضة فى أنفه أجريت لها جراحة 1987 وهى قرحة خطيرة تأكل الجلد والغضاريف بطريقة سرطانية، تحمل ريجان معاركه مع كل هذه السرطانات وانتصر عليها إلى أن هزمه سرطان الألزهايمر!!.

كان شقيق ريجان يصفه بأن لديه ذاكرة فوتوغرافية مدهشة، بدأت علامات ألزهايمر أثناء إحدى الزيارات التى صمت فيها عند إجابة سؤال صحفى فهمست زوجته نانسى فى أذنه بالاجابة، بدأ ينسى أسماء وزرائه ومساعديه وأطرف المواقف هو ماحدث فى البرازيل حين قال فى صحة بوليفيا!!، زادت الحالة 1993 وشخصت الحالة فى مايوكلينيك 1994 وتم إعلانها فى 5 نوفمبر من نفس العام، بدأ الشعب الأمريكى يلاحظ ويرصد أدق تفاصيله حتى إهماله فى ربط الكرافت!.

فى 12 يناير 2001 كسر عنق الفخذ، وفى 5 يونيو 2004 توفى ريجان نتيجة التهاب رئوى كواحد من مضاعفات الألزهايمر الذى يجعل إفرازات الفم تجتاح الرئة.

ما ذكرناه ليس نميمة، ولكنه شفافية مجتمع وصراحة شعب.